Thursday, November 22, 2007

في اختراق علمي: تحويل خلايا جلدية بشرية إلى خلايا جذعية جنينية



«حدث بيولوجي مماثل لتحليق الإخوة رايت على أول طائرة في العالم»
واشنطن: ريك ويز*
أعلن باحثون في وسكنسون (الولايات المتحدة) واليابان أول من امس، انهم حولوا الخلايا الجلدية البشرية الاعتيادية الى ما اعتبرت فعليا، خلايا جذعية جنينية، وذلك من دون الحاجة الى توظيف الأجنة أو بويضات النساء لإنتاج الأجنة اللازمة لاستخلاص تلك الخلايا الجذعية.

وقد ظل انتاج الأجنة حتى الآن مسألة جوهرية في هذا الشأن، الأمر الذي وضع كل هذا الميدان الطبي الواعد في لجة من المناقشات الأخلاقية والسياسية على مدى نحو عقد من السنين.

وظلت مسألة القدرة على تحويل خلايا جلدية بالغة الى خلايا مماثلة للخلايا الجنينية، يكون بإمكانها تشكيل أي نوع من الأنسجة الحية، التي شرحها العلماء في دراستين علميتين منفصلتين نشرتا الثلاثاء، هدفا رئيسيا للباحثين لسنوات. ومن الناحية النظرية فإنها ستتيح للإنسان إنماء اجزاء بديلة شخصية من جسمه، من الخلايا الجلدية، كما تقدم لهم وسائل قوية لفهم الأمراض وعلاجها.

وقد ظلت البويضات والأجنة البشرية، التي يصعب الحصول على كل منها والتي يخضع التعامل معها لضوابط أخلاقية وقانونية، حتى الآن، تمتلك القدرة الغامضة على تحويل الخلايا العادية الى خلايا جذعية. وحتى فصل الصيف الماضي ظلت الأبحاث الجارية لمحاكاة مثل هذه التحولات تبدو شديدة الصعوبة.

وقد يؤدي نجاح الأبحاث الجديدة الى احتمال تحويل ميدان الأبحاث، الى ميدان مماثل للميادين الطبية البيولوجية الناجحة الأخرى. وقال جورج دالي، الباحث في الخلايا الجذعية في مستشفى الأطفال في بوسطن، إن «الدراستين مهمتان بشكل هائل». وكان يتحدث رفقة زملائه وقد أصابتهم دهشة كبرى لم يماثلها سوى الإعلان عن استنساخ النعجة دولي عام 1997 من خلية جلدية بالغة. إلا أن العلماء حذروا من أن العلاجات الطبية لن تظهر فجأة نتيجة هذا النجاح.

وتوظف الطريقة الجديدة فيروسات تمت هندستها وراثيا لتحويل الخلايا البالغة الى خلايا شبيهة بالجنينية. إلا أن هذه الفيروسات تسبب الأورام. ويعتقد بعض العلماء أنهم سيطورون طريقتهم بحيث يستغنون عنها.

وقال روبرت لانزا، رئيس الباحثين العلميين في شركة «أدفانسد سيل تكنولوجي» التي تتخصص في العلاج بالخلايا الجذعية في وورستر في ماساتشوسيتس، «إن هذا الحدث هو علامة علمية كبرى، فهو حدث بيولوجي مماثل لتحليق الإخوة رايت على اول طائرة في العالم».

وقال ريتشارد دورفلنغر، العضو في مؤتمر القساوسة الكاثوليك الأميركيين، لدى حضوره مؤتمرا عرضت فيه الطريقة الجديدة، إن «كل العلماء الكاثوليك في المؤتمر ليس لديهم اعتراض عليها». كما أعرب عن ثقته بالطريقة الجديدة، وبشكل حاسم، بجيمس باتي نائب رئيس مجموعة مهمات الخلايا الجذعية التابعة للمعاهد الوطنية للصحة، التي تتخذ قرارات تمويل أبحاث الخلايا الجذعية، إذ قال «انه لا يرى أي مشكلة في حصول الطريقة على أموال فيدرالية. أعتقد انه تطوير رائع».

وكان الكثير من الباحثين يحثون الخطى للتوصل الى إنتاج خلايا جنينية بشرية، من دون أجنة، بعد نجاح العلماء في إنتاجها من الفئران في يونيو (حزيران) الماضي. وقد تمكن جيمس تومبسون من جامعة وسكنسن في ماديسون، وشينيا ياماناكا من جامعة كيوتو، من إنتاج تلك الخلايا من الفئران.